جميع الحقوق محفوظة لصاحبة المدونة ، ويمنع النقل أو الاقتباس بأي شكل من الأشكال إلا بالإشارة للمصدر. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أحدث التعليقات

ThemeLib

احصائيات المدونة

كيف تولد فكرة البحث ؟

هذا الموضوع من أهم ما يجب طرقه بل وتدريسه في الدراسات العليا، فالناظر في مناهج كثير من الجامعات - الغربية خاصة - يجد اهتماماً بهذا الموضوع، وقد صدرت فيه كتابات كثيرة،لكنها ليست باللغة العربية ولذلك حري بطالب العلم وبخاصة في مجال العقيدة والمذاهب المعاصرةوالأديان يلم بلغة أجنبية واحدة على الأقل، وقد عرفتُ أحد الباحثين المسلمين من أمريكا قدم بحث ماجستير في الجامعة الإسلامية بالمدينةوأفادني بأن أغلب مصادره كانت باللغة الأجنبية، والبحث كان عن أهل الكلام وآرائهم ... 



ثم فيما يخص صلب الموضوع فهذه بعض الأفكار، على أن أحاول الجمع المنظم لمادته وترجمة ما يتعلق به مما صدر في غير اللغة العربية ، خدمةً للإخوة والأخوات الباحثين والباحثات وعلى الله قصد السبيل..

1- التركيز على جزئية محددة والبعد عن الأفكار العامة الفضفاضة.

2- كثرة القراءة والمطالعة في المصادر :

* مصادر المادة.

* مادةالمؤتمرات والندوات التي غالباً ما تُجمع في كتاب أومجلة أو فهرس.

* حضورالندوات الفكرية والمشاركة في نقاشاتها.

3- قراءة توصيات الباحثين في نهايات أطروحاتهم،فقد تذكر أفكار جديرة بالبحث، أو يقترح إكمالبعض الجوانب في البحث لم تستوعب...

4- إذا وردت فكرة على الذهن تذيل بالتساؤلات التي تجيب عنها تلك الفكرة، لمعرفة مقدار ماينبغي تناوله أو تركه.

5- تحديدمحاور الفكرة المراد بحثها، وهذا تابع لما سبق، والتقيد بعدم الخروج عنها.

6- كتب الأئمة مليئة بالأبواب ( أو الموضوعات ) التي تصلح للبحث والتدقيق من حيث العرض والمناقشة،فالمحك هو في تحديد تلك الموضوعات، وتحديد خطة بحثهاودراستها..

إن مرحلة تسجيل بحث لنيل درجة علمية تسبقه خطوة مهمة جداً ألا وهي اختيار موضوعا للبحث، وهذه الخطوة في الحقيقة تشمل ثلاثة استراتيجيات وليست واحدة فقط التي هي اختيار الموضوع، وهي :

1- اخيتار موضوع معين.

2- اختيارطبيعة الموضوع ونوعه،أي هل هو من نوع الردودومناقشة أفكار يخالفها الباحث، أو يدافع عنها وينصرها، وهل يرى في نفسه المكنةوالقدرة والصبر على الرجوع إلى مصادر من يخالفهم ويتحمل كتاباتهم وما إلى ذلك..

3- تحديد الوجهة الخاصة لمعالجة مسألة علمية واسعة، أومطروقة من زاوية أو زوايا معينة.

هذه كلها قضايا ينبغي أن يضعها الباحث نصب عينيه، وينطلق انطلاقة بعد ذلك ثابتة واضحة المعالم والأهداف.

وهنا ثلاثة تنبيهات :

الأول: على الباحث أن يختار موضوعا يهمه وينجذب إليه،ولا يكن همه هو التسجيل فقط؛ لأنه سيعاني من الموضوع الذي لا يرتضيه في نفسه صعوبات جمة، أخطرها عدم انشراح النفس للبحث والعمل.

الثاني : يختار الباحث موضوعاً يشعر معه بالسعةوالسلاسة،أما ما يستشف منه الحرج والكلفة فلا يفكر فيه أصلا.

الثالث : اعتماد الباحث على الله وحده، ثم على قناعاته وفق وسعه وقدرته،فلا يكن للمشرف أو المرشد سلطان عليه في إلزامه بما لايريده؛لأن المفروض في الباحث في هذه المرحلة المتقدمة من العلم أن تكون له شخصيته المستقلة والواثقة؛ فمن نتائج التسليم الكلي للمشرف أو للمرشد أن يتحمل المسؤلية وحده في المناقشة، وكم حضرتُ تنصل بعض المشرفين من مسؤولية بعض الأخطاءالمنهجية أو العلمية التي ألزموا بها طلابهم، وترْكِهم طلابهم يواجهون النقد اللاذع دون نصير أو مشفق!!

وهذه الآن بعض الخطوات لاختيار موضوع لبحث علمي، أرجو الله أن ينفع بها ..

فعند اختيار موضوع معين يراعى الآتي :

أولاً : الإلمام بالموضوع المراد بحثه أو المعرفة المسبقة بالموضوع:

فيسأل الباحث نفسه : هل عنده فكرة عن الموضوع ( ولو كحد أدنى) ؟

وتدخل هنا : الخبرة بالتخصص من حيث متعلقات الموضوع على مستوى الأفكار والقضايا التي تتعلق به أصلا أو تفريعاً،وعلى مستوى التوثيق ، أي المراجع والمظان المختلفة.

وهذا يؤدي إلى الخطوةالتالية، وهي : تقدير واقع تلك المتعلقات من حيث الوفرة أو الندرة، فمثلاً : يسأل الباحث : هل مادة ذلك الموضوع متوفرة بحيث تغطي حجم رسالة علمية، أم أنها لا تتجاوزحجم المقالة.

وكذلك المصادر والمراجع الضرورية على الأقل..

وهذا كله حتى لايقع ما لا تحمد عقباه، فيصبح طابع البحث هو التكلف وَليّ الموضوعات لتتناسب مع موضوع البحث.





فيبنغي هاهنا الحذر من أمرين :

1- الأفكار المتصورة مسبقاً بعيداً عن واقعها من حيث المادة والمراجع.

2- الأحكام المسبقة أيضاً، وهذا مبني على قلة المعرفة بموضوع البحث.

الثمرة العملية من هذا البند الأول:

1- حصر الموضوع في إطارمحدد، دون تشعب وتوسع يتيه معه الباحث.

2- قراءة عامة في الموضوع المراد بحثه لتحديد الزوايا التي سبق وأن درس منها.

ثانيـاً : ملاءمة الموضوع المختار :

وهنا يسأل الباحث نفسه أسئلة عدة، منها:

1- هل الموضوع الذي يريد بحثه ملائم لتخصصه ملاءمة تامة ؟

ملحوظة خاصة : [ كتب العقيدة المسندة - مثلاً - : من المفروض أن تحقق في أقسام السنة والحديث؛ لأن الهدف الأساس منها هومعرفة مدى صحة النصوص والآثار التي تثبت مسائل عقدية معينة؛ وهذا تخصص طلبة قسم السنة والحديث أكثر من طلبة قسم العقيدة الذين تعتبر مادة التخريج ودراسة الأسانيد عندهم من علوم الآلة التي يستأنسون بها، أما أصحاب التخصص في السنة فهذا من صميم عملهم.

ولذلك، نجد بعض الكتب العقدية المسندة التي حققت في أقسام العقيدة تحتاج إلى إعادة إخراج وتحقيق وخاصة في الجانب الحديثي والصناعة الحديثية ]. [ هذا رأي خاص ].

2- هل الموضوع حقيق بالبحث ولو من زاوية معينة. [ حتى نتجنب التكرار،وقبلها الرفض من الأقسام العلمية!!]

3 - هل الموضوع يقدم جديدا في مجال البحث العلمي والحصيلة العلمية :

- كأن يساعد على تجلية بعض الحقائق العلمية.

- وكأن يضيف معلومات ذات قيمة للقراء والباحثين.





ثالثــاً : الدافع والاهتمامات الشخصية :

أي: هل الموضوع المراد بحثه يدخل في اهتمامات الباحث ؟

فإذاكانت الإجابة بالإيجاب فإن لذلك فوائد جمة، منها:

- طرح التساؤلات وتولّدا لأفكار عند الباحث، وذلك لتلبية رغباته وحاجاته العلمية التي يريد الوصول إليها.

- إذا كان هذا الموضوع من اهتمامات شريحة من الباحثين؛ فهذا كله يساعد على حسن اختيار الموضوع وسهولته.

رابعـاً : توافر المصادر العلمية التوثيقية للموضوع :

فيجب على الباحث التأكد من توافر المصادر لموضوعه،وأهم من ذلك سهولة الوصول إليها، وهنا يطرح الباحث على نفسه عدة تساؤلات :

1- هل الموضوع المراد بحثه جديد جداً، بحيث لم يسبق طرقه ولا دراسته ؟

2- هل توجد مصادر علمية تقدم مادة ملائمة للموضوع ؟

3- ما هي أنواع المصادر، وما ترتيبهاحسب أولويتها :

- قواعد بيانات.

- أرشيف.

- كتب قديمة.

- درسات معاصرة....

4 -هل هناك من الأساتذة والباحثين من يعتبر مصدرا في هذا الموضوع،وذلك بالنظر إلى تخصصه الدقيق، وأبحاثه، ورسائله العلمية..

خامســاً : المدة الزمنية الممنوحة للباحث :

فالزمن الممنوح للباحث وحجم الباحث من أهم ما يؤثر في قراراختيار الموضوع؛ فلابدّ من الاهتمام بعنصر الوقت في الأمور التالية :

1- في مدةاختيار الموضوع. [ ينتبه على تقدير حجمه ( طولا وقصرا)].

2- في البحث عن المصادروالمراجع وسائر التوثيقات.

3- في وضع حدود البحث : الإشكالية، الافتراضات،المقدمات...

4- في القراءة وجمع المادة.

5- في الصياغة والتحرير والمراجعةالنهائية للعمل.

وبناءعلى الزمن الممنوح للبحث يتقرر في ذهن الباحث عن موضوع لتسجيله رسالة علمية الخطوات التالية :

1 -اجتناب الموضوعات الطويلة والمعقدة.

2 -تحديد مساحة الإطارالذي يدور البحث فيه بطريقة واقعية.

3-ضبط جدول الأعمال البحثية ببطاقة عمل(جدول) صارمة.



رابط الفائدة:

http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=225

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعليق

اليوم يصادف

المتابعون

تم تصميم القالب بواسطة : قوالب بلوجر عربية